Wikipedia

نتائج البحث

الأحد، 15 يناير 2017


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
العرب والإرث الأسود لأوباما
شبكة البصرة
السيد زهره
بعد أيام، سوف يغادر الرئيس الأمريكي أوباما وأركان إدارته الحكم. ويدور في أمريكا اليوم جدل واسع النطاق في أوساط المحللين الأمريكيين حول الإرث الذي خلفه أوباما بعد ثماني سنوات قضاها في الحكم بالنسبة الى أمريكا والعالم.
الأسبوع الماضي، القى أوباما خطابا طويلا في شيكاغو تحدث فيه عن ارثه والإنجازات التي حققها في فترة حكمه. الأمر الملفت أنه ركز خطابه بالكامل تقريبا على الحديث عما يعتبر انها إنجازات داخلية حققها في أمريكا، لكنه لم يجد شيئا يقوله تقريبا عن انجازاته في مجال السياسة الخارجية باستثناء إشارات عابرة عما يعتبر انه انجاز هائل بقتله أسامه بن لادن وبضع كلمات لا معنى لها عن الحرب على الإرهاب.
أغلب الظن ان أوباما فعل هذا لأنه يعلم أن الإرث الذي تركه في مجال السياسة الخارجية هو إرث كارثي غير مشرف، على الأقل في نظر دول وشعوب العالم، وهو بالنسبة الى الرأي العام الأمريكي تجسيد لفشل ذريع.
بطبيعة الحال الذي يهمنا نحن في كل هذا الجدل هو الإرث الذي تركه أوباما في منطقتنا العربية.
والأمر هنا باختصار شديد ان أوباما بالنسبة الى العرب هو أسوأ رئيس أمريكي على الاطلاق. الجرائم التي ارتكبها أوباما في حق الدول والشعوب العربية لم يسبق ان ارتكبها مجتمعة أي رئيس أمريكي على الإطلاق.

ومع أنني سبق أن ناقشت جرائم أوباما بحق دولنا وشعوبنا في تحليلات مطولة، لكن يمكن ان نلخصها ونلخص إرثه كله في منطقتنا العربية في جوانب خمسة:
أولا: أوباما نجح نجاحا منقطع النظير في تدمير دول عربية بالمعنى الحرفي للكلمة وتمزيقها  وتقسيمها، وفي اغراق الدول العربية عموما في الفوضى الشاملة المدمرة.
كنا قد تصورنا ان ما فعله جورج بوش حين غزا واحتل العراق ودمره واغرقه في الفوضى هو أشنع ما يمكن ان يفعله رئيس أمريكي.
لكن أوباما قام بتعميم ما فعله بوش في العراق على الدول العربية عموما، ليس فقط سوريا وليبيا، لكنه سعى بكل ما تملك ادارته من قوة وامكانيات الى نقل هذه الفوضى والدمار الى مصر والبحرين غيرهما. وهو في سبيل ذلك القى بكل ثقل ادارته وراء قوى انقلابية طائفية مثل الاخوان في مصر، والقوى الطائفية الانقلابية في البحرين.

ثانيا: أوباما هو الذي جعل كل هذا الإرهاب الأسود يجتاح دولنا العربية ويعيث فيها على النحو الذي نشهده اليوم.
سجل أوباما هنا هو من أكثر سجلاته سوادا. هو المسئول عن ظهور وتوحش تنظيم داعش الذي لم يكن له وجود أصلا الا بفضله. فعل هذا عن عمد تام ووفق مخطط مدروس بعناية. وهناك ادلة موثقة لا حصر لها تؤكد ذلك.
واوباما يتحمل بسياساتة مسئولية أساسية عن تشجيع ودعم القوى الإرهابية التي تقاتلها دولنا اليوم في مصر وفي البحرين وفي ليبيا وغيرها من دولنا.

ثالثا: واوباما يتحمل مسئولية كبرى عن اطلاق الصراع الطائفي الواسع النطاق في دولنا العربية.
بعض المحللين الأمريكيين يدافعون عن أوباما هنا ويقولون انه ليس هو المسئول عن الخلاف بين السنة والشيعة مثلا. وهذا صحيح. صحيح ان هناك خلافا بين السنة والشيعة، لكن أوباما هو المسئول عن تحويل هذا الخلاف الى فتنة طائفية والى صراع مفتوح في الدول العربية وأيضا، فعل هذا عن عمد على اعتبار ان هذا الصراع هو الذي يمهد لتمزيق وتقسيم الدول العربية.

رابعا: واوباما عمل على احداث انقلاب في موازين القوى في المنطقة العربية لصالح نظام عنصري إرهابي توسعي هو النظام الإيراني.
اكتشفنا لاحقا، وفي العام الأخير من حكم أوباما وبفضل شهادة اقرب مستشاريه انه خطط لهذا منذ مجيئه الى البيت الأبيض، واعتبر منذ البداية ان ايران هي الأجدر بأن تكون القوة المهيمنة في المنطقة. وعمل على تحقيق هذا عبر الاتفاق النووي، وعبر التواطؤ العملي مع ايران قبل وبعد ذلك.

خامسا: وأوباما كرس في أوساط النخبة السياسية والفكرية والإعلامية الأمريكية كراهية الدول  العربية والعرب كلهم. ليس هذا فحسب، بل كرس احتقار الدول العربية والعرب.
فعل هذا عبر مواقفه وتصريحاته المعلنة والمنشورة التي اعتبر فيها أن العرب كلهم قوم متخلفون، وانهم هم سبب ومصدر الإرهاب في العالم.. وهكذا.
هذه الجوانب الخمسة هي في الحقيقة بعض فقط من ارث أوباما في الوطن العربي.
كما نرى، هو ارث أسود اشد ما يكون السواد.
لكن السؤال المهم هنا هو، لماذا فعل أوباما هذا؟. لماذا اتخذ هذه المواقف من العرب وارتكب هذه الجرائم بحق الدول العربية والعرب؟
سنجيب عن السؤال في المقال القادم باذن الله.
شبكة البصرة
السبت 16 ربيع الآخر 1438 / 14 كانون الثاني 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق