Wikipedia

نتائج البحث

الأربعاء، 4 يناير 2017

السلطات السعودية تجلد عشرات العمال الاجانب لاحتجاجهم على تأخر أجورهم

الثلاثاء 3 يناير 2017 21:40
قضت محكمة سعودية بالسجن والجلد بحق عشرات العمال الأجانب بسبب مشاركتهم في احتجاجات العام الماضي عندما لم تدفع لهم مجموعة بن لادن أجورهم لأشهر عدة، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية الثلاثاء.

ولم تكشف صحيفتا "الوطن" و"عرب نيوز" اللتان أوردتا الخبر جنسية العمال الـ49 كما لم يتسن الحصول على تفاصيل فورية عند اتصال وكالة الأنباء الفرنسية بموظفي السفارات الأجنبية.

وقالت صحيفة الوطن التي تابعت قضية بن لادن منذ مطلع العام الماضي، أنه حكم على عدد لم يحدد من العمال بالسجن أربعة أشهر والجلد 300 جلدة بسبب تدميرهم ممتلكات عامة والتحريض على الاضطرابات.

وأصدرت محكمة مكة المكرمة على آخرين بالسجن لمدة 45 يوما.

وتأخرت شركات إنشاءات على رأسها مجموعة بن لادن وشركة سعودي أوجيه في دفع رواتب العمال بعد انهيار عائداتها في ظل عدم قدرة المملكة على دفع مستحقات الشركات الخاصة المتعاقدة معها.

وذكرت صحيفة "عرب نيوز" في آيار/مايو أن "عمالا لم يتقاضوا أجورهم" أحرقوا العديد من حافلات شركة بن لادن في مكة المكرمة.

وأكدت السلطات في ذلك الوقت أن سبع حافلات أحرقت إلا أنها لم تذكر السبب.

ولم يتسن الاتصال بمتحدث باسم مجموعة بن لادن السعودية للحصول على تصريح منه الثلاثاء. وتأسست مجموعة بن لادن التي بنت العديد من المنشآت البارزة في السعودية، قبل أكثر من 80 عاما على يد والد أسامة بن لادن.

وقالت الشركة أنها ستدفع المستحقات المتأخرة للعمال الذين لا يزالون يعملون في الشركة فور دفع الحكومة المتأخر.

ولا يزال عشرات الآلاف من عمال شركة سعودي أوجيه التي يملكها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ينتظرون دفع أجورهم.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عامل في الشركة قوله في ديسمبر/كانون الأول إنه تسلم جزءا من مستحقاته، لكن لا يزال يطالب الشركة بأجور خمسة أشهر.

وقالت الحكومة السعودية في تشرين الثاني/نوفمبر إنها ستدفع المستحقات المتأخرة للشركات الخاصة في الشهر التالي.

لكن وزير المالية السعودية محمد الجدعان قال للصحافيين في 22 كانون الأول/ديسمبر عقب إعلان ميزانية 2017 إن الأموال المستحقة للشركات الخاصة ستدفع لها "خلال 60 يوما".

د .أكرم عطاالله :ماذا لو اختفى العرب جميعا ,ولم يبق منهم أحد


بقلم الكاتب الفلسطيني الصحفي 
 د .أكرم عطاالله جريدة نيويورك تايمز
ماذا لو كل العرب اختفوا جميعا ً؟؟؟؟ ماذا لو أفاق العالم فجأة واكتشف أننا لم نعد موجودين؟ بالتأكيد لن يخشى من خسارة أي شيء، فلن ينقطع الإنترنت ولن تتوقف الأقمار الصناعية ولا مصانع السيارات وقطع غيارها، ولن تتوقف أسواق البورصة، ولن يفتقد أي مواطن في العالم أي نوع من الدواء ولا المعدات الطبية وأجهزة الأشعة وغرف العمليات، ولا حتى السلاح الذي يقتل به بعضنا بعضا، فلم نقدم للعالم أي خدمة سوى الكلام وصورة قتل بعضنا في الصحف ونشرات الأخبار.... ستطل سيدة فرنسية من شرفتها لتقول لسيدة أُخرى لقد اختفى العرب جميعاً، وستسأل الأُخرى الجاهلة: أنت تتحدثين عن هؤلاء الذين يقتلون بعضهم ليل نهار؟ نعم ، واذا كان أحد يعتقد أنني أبالغ في رسم الصورة فليقف على مسافة في أية عاصمة غربية خارج هالوطن ، وليراقب خيط الدم من ليبيا حتى العراق مروراً بمصر وسورية واليمن والصومال وما بينهما من أمة نصفها يسبح على بطنه من شدة الجوع ونصفها الآخر يسبح على كرشه من شدة الشبع ، والاخر يترنح وكلهم عالة على البشرية.... لن يتوقف أي شيء في حياة المواطن الياباني ، ولن يفتقد المواطن الأوروبي أي شيء، ولن يخشى الماليزي أوالتركي أو الأميركي من تعطل حياته اليومية، فليس لنا نحنا العرب أي دور في الإنتاج الحضاري ولا المعرفي ولا العلمي ولا الصناعي ولا الإنتاج المادي ولا الاكتشافات أو الاختراعات ،،، فقط نحن نتناول ما تنتجه البشرية، وكثير من هذا الإنتاج نستهلكه بشكل ضار وخاطئ ، من سيفتقدنا كثيراً لوانتهى العرب فقط هي مصانع الأسلحة التي تكدس المليارات لأننا الأكثر استهلاكاً لما تنتجه، ولم نتوقف عن عقد الصفقات الضخمة لها لأننا نفتح لها سوقاً بالدم مما نستهلكه يومياً من أحدث أسلحة القتل والفتك والدمار... وستتفقدنا كل زبالة العالم من المواد الغذائية المنتهية المفعول والفاسدة التي يحضرها مجرموا العرب الى شعوبهم .... العالم المتحضر ينتجون كل شيء ونحن نستهلك كل شيء، ولا ننتج سوى الكلام والاغاني الوطنية الكاذبة والهابطة ثم نعيد تفسير الكلام وتأويله وتدويره عن التحريض والكراهية والإقصاء ، فكل من العرب له مشكلة مع العرب، ولم تتوقف صراعات العرب البينية منذ فجر التاريخ، دول تكره بعضها وقبائل تتربص لبعضها في نفس البلد الواحد ومليشيات تنتشر بلا حساب ، كلٌ شاهرٌ ما استطاع أن يعده من قوة وسلاح وخيول لم تتوقف عن الجري في ساحات المعارك ضد بعضنا البعض .... وحده الفلسطيني المحظوظ وسط هذه الأمة التافهة أن صراعه مع إسرائيل،،، لكنه لم يشذ عن الأوركسترا العربية ايضا ، فقد فتح صراعاً مع نفسه حماس وفتح وغيرهما ليؤكد انتماءه لهذه الأمة المتصارعة ..... نحن في ذيل القائمة من الامم في كل شيء، لا مستشفيات طبية يأتي العالم للعلاج فيها، ولا جامعات تحجز لها مكاناً في أول أربعمائة جامعة عالمية حسب تصنيف منظمة شنغهاي العلمية العالمية ،، ولا مؤسسات حقيقية ولا برلمانات يعتد بها كلها برلمانات مجرمين ولا قانون يحترم ، كل شيء عندنا صوري ، فليس هناك ما نباهي به بين الأمم ....قبل سقوط الرئيس مبارك الكلب بسنوات ذهب الرئيس للعلاج في أحد مستشفيات ألمانيا مصطحباً عدداً من المساعدين والحراس ، وقد لفتت الحركة غير العادية في المستشفى نظر مواطن ألماني كان يتعالج بنفس القسم فسأل عن النزيل المجاور فقيل له: إنه زعيم عربي، فسأل كم سنة له في الحكم؟ قيل له: اربعة عقود، قال: هذا دكتاتور وفاسد،،، أما لماذا ديكتاتور فلأنه في الحكم منذ 40 عاماً،،، وفاسد لأنه رئيس دولة ووضعت تحت تصرفه كل الامكانيات والصلاحيات ولم ينشئ مستشفى يثق في العلاج به في بلده. لعنه الله .... لقد كشفت اضطرابات الإقليم العربي خلال السنوات القليلة الماضية هشاشتنا في كل شيء،،، فمع أول هبة ريح انهارت دول، واكتشفنا أن ما بنيناه في السنوات الماضية لم يكن أكثر من بناء كرتوني سطحي لا يحتمل أقل الهزات ، والأسوأ اكتشاف حجم الكراهية والعنف المتأصل في ثقافتنا العميقة وحجم قدرتنا المدهشة بأن نعيد إحياء أسوأ النزعات المذهبية المدمرة والعنصرية بيننا ونستلها لنبرر غريزة القتل المضاد، مستدعين أكثر ما نملك من قدرات كلامية وفتاوى وفضائيات وأموال لإشباع المادي ولا الاكتشافات أو الاختراعات، فقط نتناول ما تنتجه البشرية، وكثير من هذا الإنتاج نستهلكه بشكل ضار وخاطئ، من سيفتقدنا كثيراً هي مصانع الأسلحة التي تكدس المليارات لأننا الأكثر استهلاكاً لها ... هم ينتجون كل شيء ونحن نستهلك كل شيء،،،،،،،،،
 نحن أكثر شعوب الأرض حديثاً واحتفالاً بالانتصارات رغم الهزائم التي تملأ تاريخنا الحديث والقديم، حتى شعاراتنا أكبر من الأوطان، نحول الهزيمة لنصر بمجرد جمل إنشائية، خبراء في قلب الحقائق وتزييف الواقع والماضي، غارقون في أحلام المستقبل بأوهام بعيدة تماماً عن واقع آخذ بالانهيار، لا نفعل شيء للمستقبل سوى التمني والكلام...... نحن أكثر شعوب الأرض حديثاً عن الوحدة، وأكثرها تشتتاً،،، أكثر شعوب الأرض حديثاً عن الديمقراطية ونحن غارقون في أشد أنواع الاستبداد،، وأكثر شعوب الأرض حديثاً عن التسامح والمحبة والسلام ونحن أشدها كراهية،،، ونحن أكثر الشعوب حديثاً عن حقوق الإنسان فيما أن الإنسان لا يساوي لدينا جناح بعوضة،،، حقوق الطفل والمرأة وكل هؤلاء يتم سحقهم إذا استدعت مصلحة جهة أو حزب، وبعد كل حدث نكتشف أن كل منظومة القيم تلك ليست سوى مجموعة شعارات تسقط مع أول صراع وأول حكم وأول مصلحة لقبيلة سياسية.... كان يجب أن يصاب الإقليم بهذه الرجة العنيفة، ليس فقط لتُظهر عريّنا السياسي والأخلاقي والاجتماعي والسرسري ، بل اصبنا بصدمة عندما تم اكتشاف واقع الحالة العربية التي حاولنا اخفاءها على امتداد عقود وربما قرون وأصابت بعض الحالمين بعدوى الأمل الكبير ليغنوا "الحلم العربي" والوحدة العربية قبل أن نعود لعصر الجاهلية ونتحدث عن وحدة الدولة الواحدة في العراق وسورية وليبيا واليمن، ولتنزوي كل أحلام وحدة العرب في دولة.... لم يكن يتصور أي من الشباب العرب أن أمامهم واقعا بهذه القسوة وبهذا السوء، ففي لحظة كانت كل الآمال بمستقبل واعد أكثر ، ولكن الحقيقة التي نعرفها جميعا أن كل الشباب العربي الذي يتعرض للتهميش وهو بلا عمل يصطف على الأرصفة في طوابير البطالة منذ سنوات، وهجرة الشباب العربي باتجاه واحد نحو الغرب وحتى عندما كانت الدول العربية مستقرة، ،، فما بالنا عندما يحدث هذا الارتجاج العربي .
كثير يقارنون بين ما يحصل عندنا الان  وما حصل في أوروبا عندما خرجت بسرعة فائقة للنور بعد الحروب العالمية ... على أمل أن يؤدي هذا النفق المظلم الذي دخلنا فيه إلى نقطة الضوء .. لكن هناك تمايزاً في التجربتين .. ففي أوروبا صاحب الحروب الأهلية نقاشٌ فكري هائل، بينما يصاحب حروبنا نزاعات انتقامية غرائزية لا تنتهي ولا تبشر،... إذا لم نبدأ نقاشنا وقراءة واقعنا على مهل بعيداً عن صخب السلاح ورائحة الدم .. نقاشاً يبدأ بسؤال: ماذا نحن؟ وينتهي بإجابة كيف يجب أن نكون؟؟؟ وإلا فإن الرحيل عن الأوطان أفضل الخيارات للأجيال القادمة 
- See more at: http://www.wamtimes.com/Arabic-News/90264/%D8%AF--%D8%A3%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B9%D8%B7%D8%A7%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-:%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D9%88-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9%D8%A7-,%D9%88%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%A8%D9%82-%D9%85%D9%86%D9%87%D9%85-%D8%A3%D8%AD%D8%AF#sthash.WYEwvuBv.dpuf

عطوان “يزلزل” الأنظمة العربية بسبب المغرب والبوليزاريو 


ويقول: نتمنى أن تنسحبوا جميعا من قمة تحضرها اسرائيل

الجمعة 25 نوفمبر 2016 15:11
اختتمت قمة “ملابو” العربية الافريقية اعمالها اليوم الخميس بفضيحة عربية ازكمت انوف القادة الافارقة المشاركين فيها، ورسخت قناعة لديهم بانه لا فائدة من العرب، او معظمهم، واي تنسيق او تعاون معهم، لانهم متغطرسون متعالون، ومصدر للمتاعب والتخريب، وينظرون لغيرهم، والافارقة بشكل خاص نظرة فوقية، رغم ان القارة الافريقية تتقدم وتتكامل في مختلف المجالات، وليس ادل على ذلك ان زعماء غالبية الدول التي انسحبت لم يتزعموا وفود بلادهم في هذه القمة على غرار نظرائهم الافارقة، وكان مستوى تمثيل دولهم متدنيا جدا، وعلى مستوى الوزراء او السفراء.

ثماني دول عربية، قاطعت هذه القمة، وانسحبت وفودها منها احتجاجا على رفع علم “البوليزاريو”، وتضامنا مع المغرب، بينما فضلت معظم الدول العربية الافريقية المشاركة الى جانب دولة الكويت، الدولة الخليجية الوحيدة التي خرجت عن اجماع مجلس التعاون، وكسرت هيمنة السعودية، والتي قادت عملية الانسحاب.

لا نناقش في هذا الحيز مشكلة الصحراء الغربية التي القت بظلالها على هذا الاجتماع، انما مدى هشاشة الموقف العربي، والانقسامات الخطيرة التي تسوده، والفشل الدبلوماسي الكبير الذي بات الطابع الغالب على كل الأنشطة السياسية العربية في المحافل الدولية والإقليمية.

القارة الافريقية كانت تشكل دائما العمق العربي، والسند الرئيسي للقضايا العربية في المحافل الدولية، عندما كان العرب عربا، يتمسكون بالثوابت الوطنية، ويعرفون كيف يتصرفون كحليف ينصر جيرانه، ويقدم لهم كل العون والمساندة، ولا يبخل عليهم بالعلم والمال والمستشارين والأطباء والخبراء، ويدعمون ثوراتهم للتخلص من الاستعمار الأوروبي ونيل الاستقلال.

الغطرسة العربية القائمة على عنصر المال والثراء، نسفت كل هذه الجسور، وبددت كل هذه الانجازات، ونفرّت الافارقة من العرب وقضاياهم، ودفعتهم للتحول الى النقيض، أي التحالف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل العلاقات الدبلوماسية وفتح سفارات لها في معظم العواصم الافريقية، بعد ان كانت هذه الخطوة اثما لا يمكن التفكير فيه، ناهيك عن ارتكابه.

***
شاركت في مطلع هذا العام في ندوة سياسية بدعوة من الاتحاد الافريقي انعقدت في مدنية واندهوك، عاصمة ناميبيا، وفوجئت مرتين، الأول بإرتفاع مستوى الكفاءة والتنظيم والوعي لدى المشاركين الافارقة، ومعظمهم رؤساء وزراء، ووزراء، وخبراء، وانخفاض مستوى المشاركين العرب علميا وسياسيا، بطريقة مخجلة، وخاصة ممثلي الجامعة العربية، فمعظمهم لا يجيدون لغات اجنبية، وكانوا كشهود الزور، كل ما يهمهم هو “البدلات” المالية، وكانت مشاركتهم محدودة جدا وضحلة وتعكس بؤس حكوماتهم.

الدول المتحضرة تحرص وتتسابق فيما بينها هذه الأيام على توثيق العلاقات مع قارة افريقيا، وإيجاد موقع قدم لها فيها، والاستفادة من أسواقها وثرواتها، وفرص الاستثمارات فيها، ونحن نتحدث هنا عن أمريكا التي اقامت وحدة قيادة خاصة عسكرية وسياسية واقتصادية، والصين، وروسيا، والدول الأوروبية، اما العرب فقد انشغلوا في تصدير حروبهم وانقساماتهم وامراضهم الطائفية الى القارة البكر.

بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما زار اربع دول افريقية تمثل المنابع الرئيسية لمياة نهر النيل في الربيع الماضي، على رأسها اثيوبيا، مقر الاتحاد الافريقي، كان يقود جيشا من الخبراء الاقتصاديين والامنيين ورجال الاعمال وممثلي الصناعة العسكرية الإسرائيلية، وترأس اجتماعا في كمبالا حج اليه زعماء ووزراء من القادة كلها.

إسرائيل هي التي وقفت، وتقف، خلف سد النهضة الاثيوبي الذي يهدد بحرمان اشقائنا في مصر والسودان من حصصهم الأكبر من مياه النيل، قدمت الخبراء والأموال والآن تقدم السلاح، ومارست كل اعمال التحريض لدول منابع النيل، مثل اوغندا واثيوبيا وبروندي لرفض كل اتفاقات توزيع حصص المياه، واستبدالها بمعاهدات جديدة تعطي الدول الافريقية النصيب الاضخم على اعتبار انها دول المنبع، بينما السودان دولة الممر، ومصر دولة المصب.

الحكومات العربية التي خربت الجامعة العربية، والتعاون العربي المشترك، ومؤسسة القمة، واشعلت الفتن والحروب في المنطقة، تحاول حاليا نقل فيروساتها الى الاتحاد الافريقي، والاجهاز على ما تبقى من احترام للعرب والمسلمين في القارة الافريقية وهذا ليس مفاجئا.

افريقيا ليست بحاجة الى العرب واموالهم، بل العرب هم الذين في أمس الحاجة اليها، لدعمهم سياسيا، وفتح الأسواق امام استثماراتهم في ظل العداء الأمريكي الأوروبي المتصاعد، والقوانين التي تصدر من اجل مطاردتهم بتهم الإرهاب، وبما يؤدي الى نهب ما تبقى لديهم من أموال.

لو كان هناك حكماء عرب، لجرى إيجاد حل مبكر لهذه الازمة التي أدت الى الانسحاب، ولكن لا يوجد حكماء، وانما مجموعة من الحكام تسودهم المزاجية، وتسيطر عليهم خصلة “الحرد” والقرارات المتعجلة غير المدروسة، والاندفاع في اتخاذ القرارات، وكأنهم دول عظمى تملك القنابل النووية والصواريخ العابرة للقارات.

المغرب قاطع الاتحاد الافريقي منذ أربعين عاما، وبسبب اعترافه بجبهة البوليزاريو وجمهوريتها الصحراوية، وها هو العاهل المغربي محمد السادس يطوف العواصم الافريقية منذ شهرين، دون كلل او تعب، للتمهيد لاستعادة عضوية بلاده في هذا الاتحاد، وهي خطوة حميدة، تؤكد ان التواجد داخل هذ الاتحاد، وعرض وجهة نظر المغرب تجاه هذا النزاع، افضل كثيرا واجدى من المقاطعة، ويجب ان يلقى الدعم والمساندة من كل اشقائه العرب والافارقة حتى وان اختلفوا معه.
***
لن افاجأ شخصيا، اذا ما قرر حكماء افريقيا، وما اكثرهم، الغاء مؤتمر القمة العربي الافريقي، وجعل قمة “ملابو” التي اختتمت اعمالها اليوم هي القمة الأخيرة، وان لا يتم العودة الى هذه المنظومة، الا بعد ان “ينضج” النظام العربي، ويخرج من طور المراهقة السياسية التي نراها في ابشع صورها حاليا.

فعندما يشاهد هؤلاء “الحكماء” المشهد العربي المخجل الأخير الذي تجلى في قمة نواكشوط العربية في حزيران “يونيو” الماضي، والتمثيل الهابط فيها، ورفض بعض القادة العرب المشاركة لان فنادق العاصمة اقل من مستواهم، ويبيت بعض وزرائهم في الجوار المغربي تذرعا بوجود “الجرذان”، وانعدام “الهايجين” او النظافة الصحية، ونواكشوط عاصمة عربية افريقية بالمنتسبة، فإن أي حماس لديهم، أي الافارقة، للتعاون مع العرب يفتر ويتبخر.

القائد الافريقي العظيم نيلسون مانديلا الذي كان السند الرئيسي لكل القضايا العربية، وقاد الزعماء الافارقة لكسر الحصار الجوي والمفروض على ليبيا، وجعل سفارة فلسطين واحدة من الاضخم في عاصمة بلاده، عندما انتقل الى رحمة الله، لم تشارك الأغلبية الساحقة من الزعماء العرب في جنازته، بما في ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فهل هذا تصرف حضاري.

ختاما، حتى لا يساء فهمنا، نحن نحب المغرب، مثلما نحب الجزائر أيضا، وكل الشعوب العربية بالقدر نفسه، ومثلما نقف في خندق الحل العادل لقضية الصحراء وفق قرارات الأمم المتحدة التي وافقت عليها جميع الأطراف، ونحن هنا لا ننتقد الانسحاب من القمة العربية الافريقية لأننا نعارض التضامن مع المغرب، وانما لأننا ننتقد غياب التعقل والاعداد الجيد والمبكر لتجنب هذه الازمة، وربما يفيد التذكير اننا انتقدنا الدعم الجزائري الرسمي للموقف الاسباني في استخدام القوة لاخراج القوات المغربية من جزيرة ليلى المغربية المحتلة.

نتمنى ان نرى المملكة العربية السعودية تقود انسحابا للعرب والافارقة معا في اول اجتماع تشارك فيه إسرائيل تضامنا مع اهل الرباط في فلسطين والقدس تحديدا.