Wikipedia

نتائج البحث

الأحد، 9 أكتوبر 2016

الدور على السعودية والخليج
منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها عبدالعزيز بن سعود  ارتبطت بالاستعمار البريطاني ومكنتها بريطانيا على القضاء على منافيسيها من زعماء العشائر العربية القاطنة في الجزيرة العربية أمثال بن رشيد والشريف حسين وغيرهم , وخرج العثمانيون من الجزيرة العربية صاغرين  بعد  هزيمتهم في الحرب العالمية الاولي , وبالتالي اصبح عبدالعزيز ملكا على المملكة التي سماها  باسم جده سعود الكبير , وبعد الحرب العالمية الثانية وصعود نجم  الولايات المتحدة الاميركية كدولة عالمية عظمي , ارتبطت المملكة السعودية بالولايات المتحدة الاميركية ومنذ ذلك الحين  وحتى الان تقدم السعودية خدماتها للادارة الامريكية كصديقة استراتيجية وبروز  السعودية كقوة اقتصادية كبيرة على المستوى العالمي لمخزونها الهائل من الاحتياط العالمي من البترول الخام .
والسعودية منذ نشأتها تساند الادارة الاميركية كحليف استراتيجي في المنطقة وقدمت ولا تزال المملكة السعودية خدماتها السياسية والعسكرية لها وتنفيذ اجنداتها في منطقة الشرق الاوسط لارضاء  هذه الادارة الحامية للكيان الصهيوني .
الا أن الادارة الاميركية معروف عنها أنها تتخلص من شركائها وعملائها عندما يحين دورهم ويصبح وجودهم عبئا على سياساتها  وفق نهجهم العتيد  ( لاصداقة دائمة , بل مصلحة دائمة ) , لذا ورطت السعودية في مستنقع الحرب اليمينة التي اثقلت عاهل ميزانتها وكلفتها مئات الملايين ولا زالت الحرب مستمرة وتزداد وتيرتها .
الصفعة الثانية المؤلمة أتت من الكونغرس الاميركي والموافقة على قانون " جاستا " والتي تعني " العدالة ضد رعاة الارهاب "  وتتصدر السعودية وبعض دول الخليج قائمة الدول الراعية للارهاب ووفق مشروع الكونغرس الاميركي  هذا القرار يعطي الصلاحية الكاملة  باجراء ملاحقات قضائية بحق السعودية وبعض دول الخليج فيما يتعلق باعتداءات 11 سبتمبر .
واستخدم باراك اوباما حقه في الفيتو لمنع صدورهذا  القرار , الا أن الكونغرس الاميركي تجاوز فيتو باراك اوباما حول القانون واصبح هذا القانون ساريا من تاريخه وهذه ضربة اقتصادية موجعة للاقتصاد السعودي اذ على السعودية وباقي دول الخليج تعويض اهالي ضحايا حادثة 11 سبتمبر  والذي يقدر بأكثر من تريليون دولار امريكي وهذا يعتبر اقسى عقاب لحليف ينفذ ما يأمر به من سياسات تخدمهم وسياساتهم  الامبريالية  .
 لن تستطيع السعودية  الالتفاف والهروب من عدم الدفع والسبب أن المبالغ التي ستقرها المحاكم القضائية الاميركية لاهالي ضحايا الحادثة ستؤخذ من الاموال والارصدة السعودية الموجودة كأصول اجنبية في البنوك الاميركية وبموجب هذا القرار تستطيع اميركا تجميد هذه الاصول من المبالغ الطائلة لدفع التعويضات التي تقرها المحاكم القضائية لضحايا حادثة 11 سبتمبر .
أن حكام الخليج اصبحوا غير مؤهلين للحكم وفق رؤية  الادارة الاميركية لتضلعهم في الفساد والاثراء الغير مشروع  وأصبحوا مكشوفين وأن بات عليهم دفع فاتورة ما اقترفوه من جرائم  بحق الالاف من  الكادحين والعمال  والمستضعفين المقيمين من الاسر المتعففة .
أن الذي كانوا يعتمدون عليه في بقائهم على سدة الحكم أنقلب ضدهم وأصبحوا هدفا له واي هدف سهل المنال بحيث لا يكلف الادارة الامريكية سوى الطلب منهم الرحيل .
أن ما قترفته القوات المسلحة السعودية وطائراتها المقاتلة في اليمن من قتل للاطفال والنساء وطمر عوائل وأسر كاملة تحت الانقاض  وسط صمت عربي واسلامي ودولي لامر لا يمكن السكوت عليه وتعتبر وصمة عار في جبين الامم المتحدة .
وعلى الباغي تدور الدوائر

هتف الشعب ... ارحل
الشعب اصدق انباء من المتلحفين بما يسمى الشرعية المنتهية والتي تفوض لنفسها ان تفعل ما تريدن متدخلة في كل شيء في حياة ومسامات الشعب الفلسطيني، حتى اصبحت قوة قاهرة وغاصبة  لمقدراته ومصيره ن هي حالة الدكتاتورية والاستبداد  والاستعباد بالارزاق والرواتب ، واي دكتاتورية هذه التي تختلف عن كل الدكتاتوريات في العصر القديم والحديث والتي كانت تحكم في دول وانظمة ذات سيادة ، ولكن الامر يختلف بالنسبة للشعب الفلسطيني وسلطته المفروضة ورئيسها  وبموجب اتفاقيات تنكر لها الاحتلال ، وما زال الرئيس متمسكا بها وبدعوى الحرص على السلام والتجاوب مع النظام الدولي ، ولا نريد هنا ان ننبش ما فعلة النظام الدولي من اجحاف بحقوقنا وارضنا وتاريخنا ، وما زالت اسرائيل وعلى مسمع النظام الدولي تبني المستوطنات وتتوسع وتعربد وتحاصر وتمنع وتصادر ، واي تمسك بالنظام الدولي واي اطروحات هذه ان لم تكن مقرونة بصلابة الجبهة الداخلية ووحدتها ووحدة برنامجها السياسي ، علل ومبررات  لحالة استبدادية كشرت عن انيابها لتحكم الشعب بالبطش والتكيل واطلاق ذراع الاجهزة الامنية لترهب وتورط وتصطاد ، في حين ان تلك الاجهزة من المفروض ان تكون حامية للشعب محافظة على ثوابته وحقوقه الانسانية والوطنية  وان لم تتمسك السلطة بنصوص القانون الدولي حول الحقوق الفردية والجماعية  والحريات فكيف لها ان تتمسك كوسيلة لاستمراريتها المغتصبة بما يسمى النظام الدولي .
لم تعد المشكلة مشكلة داخلية في في فتح ومشكلة القيادي محمد دحلان  وحالة الاختطاف من قبل الرئيس في ظل ضعف المركزية وسياسة الترعيب والترهيب لاعضائها من قبل الرئيس المنتهية شرعيته محمود عباس ، وان كانت بؤرة المشكلة  هو تفسيخ حركة فتح واضعافها واستبعاد واقصاء الرأي الاخر ليتسنى له فرض مواصفاته الدكتاتورية  على واقع رث ، بل زاد الامر تشعبا وتخريبا ليطال الحركة الوطنية وقواها  لتصبح الظاهرة التخريبة لتصيب الجسد  الوطني بكل مكوناته .
لم تكن مشاركة السيد محمود عباس في جنازة بيرس وما تبعها من خريطة البكي والتباكي على المجرم بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية هي  المسبب الوحيد لتخرج حركة فتح والقوى الوطنية رافعة شعار """ ارحل يا عباس ، بل كانت هي التدفق العاطفي الوطني لغالبية الشعب الفلسطيني الذي فجر الطاقة الوطنية وبوعي بمدى خطورة استمرار السيد عباس على رأس الهرم الفلسطيني او حتى في ذيله ، فهناك من المعاناة الوطنية  من فقر وبطالة وتشرذم ومحاولة ارساء ثقافة الانا والمصالح وتنامي القطط السمان والانقسام وتدمير المشروع الوطني  وفشل البرنامج السياسي وفشل النهج وتنامي قوة الجندرما المسلطة ضد الشعب وليس ضد الاحتلال ، تلك المناخات والوقائع التي خرج من اجلها الشعب وعلى رأسها كوادر فتح في الضفة وغزة لتقول """ ارحل يا عباس """
الغريب في الامر ان تلك الرسائل التي ارسلها ابناء فتح وكل الفصائل لم تستوعب من قبل السيد عباس والمحيط به ، بل مارسوا ممارسة انظمة استبدادية دكتاتورية  عرفتها وعرفتها الشعوب  بممارسة مزيدا من البطش والملاحقات  والقمع  والتهديد والوعيد لكل من ينتقد شرعية الرئيس  معللة ومبررة ان الرئيس يقود معركة حامية الوطيس وهي معركة سياسية مع الاحتلال ..... غريب امر هؤلاء .... بل ليس غريبا في تقاطع المصالح الذاتية ورغبة في سيادتها على كل مسامات الشعب الفلسطيني الفكرية والثقافية والحياتية والوطنية .
بلا شك ان السيد عباس ومن حولة يعيشون في تخبط وهستيريا  وبالتالي يزحفون نحو نهاية كل الطغاة وانظمتهم ، العند والتعند عندم كان بالامس القريب رغبة من شرفاء فتح لترميم البيت الفتحاوي ووحدة رغم الجراح  وما استخدمه الرئيس ومن حولة من اساليب وتلفيقات وقطع الراتب وغيره ، بل كانت دعوة تلزم كل من له ضمير وطني للتجاوب معها ، وبأت كل المحاولات بالفشل سواء من القريب او البعيد لتعيد فتح قوتها ووحدتها ولانها العامود الفقري للشعب الفلسطيني والحركة الوطنية الفلسطينية ، بل زادت خيلأهم لادارة  ظهورهم للمبادرة العربية  التي تسعى للملمة الجراح وسعيا منها لتصليب البيت الفلسطيني وكأنهم وبوضوح قرروا السير بجغرافيتهم وفئويتهم وبتقاطعاتهم المصلحية  ان يتجاوبوا مع اطروحات الانفصال لما تبقى من ارض الوطن التاريخي الضفة وغزة .
 اليوم سيسمعها السيد عباس ومن  ساحة الجندي المجهول  وكوادر فتح والحركة الوطنية  في ساعة  تكون هي حقيقة الموقف والقرار ، ولتتناغم تلك الصيحات والهتافات مع اخوتهم في الضفة شركاء الوطن والمصير والمستقبل لتردد """ ارحل يا عباس """ هي غزة المظلومة التي منع عنها الهواء والدواء  والوظائف والامتيازات الوظيفية ومنع عن ابنائها الراتب  كحق انساني ووطني بل راتبا مشروط بالولاء للوالي والسلطان .
فتح ستخرج اليوم لتسمع العالم والقاصي والداني بان السيد عباس غير مرغوب فيه وفي استمراريته لرئاسة فتح والسلطة ومنظمة التحرير ...... فهل يستمع السيد عباس ويرحل ...... ام سيستكبر  ويتمادى وهنا الامور ..... ستخرج كثيرا كما هي الشعوب في جولاتها مع الطغاة والمستبدين والدكتاتوريين


عباس يبكي شيمون بيريز وناشطون ينددون

وكالات – الإمارات 71
 
عدد المشاهدات: 112
 
تاريخ الخبر: 30-09-2016
   

بدا رئيس سلطة أوسلو، محمود عباس، متأثراً للغاية في تشييع رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي السابق، شمعون بيريز، الذي حضره واستغله لترطيب العلاقات مع مسؤولين إسرائيليين كانت حلت بينهم قطيعة، أما الفلسطينيون فتأثروا فأصابتهم الصدمة لتأثر رئيسهم بوفاة عدوهم.
وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام من مراسم تشييع بيريز، وتداولها مغردون تأثر عباس بوفاة رئيس دولة الاحتلال إلى درجة البكاء.
وبينما نددت الفصائل الفلسطينية المختلفة بمشاركة عباس في مراسم التشييع، بررت حركة فتح تلك المشاركة، مشددة على "ثقتها بحكمة" الرئيس.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الخميس، عباس، إلى عدم المشاركة في الجنازة.
وقالت حماس في بيان: "ندعو محمود عباس إلى التراجع عن قرار المشاركة بتشييع المجرم شمعون بيريز"، معتبرة أن هذه المشاركة "توفر غطاءً للأطراف الأخرى (لم تسمها) بالهرولة السياسية، وتشجيعاً لها للتطبيع مع إسرائيل، عدا عن آثارها الكارثية على صعيد العمل الوطني الفلسطيني".
من جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبية  أن مشاركة عباس وأي قيادة فلسطينية أخرى في الجنازة "تلحق أشد الضرر بالشعب الفلسطيني، وبالعلاقات الداخلية".
وقالت في بيان: "إن المشاركة في الجنازة تجاوز للإجماع الشعبي الذي يرى في الهالك شمعون بيريز مجرماً ومحتلاً ومرتكب مجازر مروعة ضد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية".
من جانبها، استنكرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مشاركة قيادات السلطة الفلسطينية برام الله وعلى رأسهم محمود عباس في جنازة بيريز، ووصفتها بـ"الخيانة الكبرى".
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، خضر عدنان، إن مشاركة قيادة السلطة بجنازة المجرم بيريز "تجاوزت التنسيق الأمني المقدس إلى إعلان المحبة والمواساة للمحتل القاتل لشعبنا".
وندد مغردون عرب وخليجيون بمشاركة عباس بالجنازة. فقد استنكر، الشيخ عادل الكلباني - إمام الحرم المكي السابق - مشاركة زعماء العالم الاسلامي في تشييع جنازة "شيمون بيريز" رئيس إسرائيل السابق، حيث كتب عبر حسابه على موقع التدةوينات القصيرة "تويتر" قائلا: "{وَمَن يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ}، التعزية بوفاة بيريز خيانة".
وعلق، الأكاديمي السعودي "عبدالله الشهري" على بكاء  عبّاس،  في تشييع جنازة شيمون بيريز.
 
كتب "الشهري" تغريدة عبر حسابه على موقع التدوينات المصغرة "تويتر": "متأثر لرحيل سيده.. شاهت الوجوه!!".


مصر تصوت لصالح قرار روسي "فاشل" في مجلس الأمن بشأن سوريا

مندوب مصر في الأمم المتحدة مع المندوب السوري بشار الجعفري
وكالات – الإمارات 71
 
عدد المشاهدات: 83
 
تاريخ الخبر: 09-10-2016
   
صوتت القاهرة لصالح مشروع روسي يستهدف تهدئة في سوريا، بنفس الوقت الذي أيدت فيه مشروعا فرنسيا مناقضا للأول.
وقال عمرو عبد اللطيف، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن مصر صوتت لصالح المشروعين الروسي والفرنسي اللذين استهدفا التهدئة بسوريا، لاسيما في حلب، وانتقد ما بات يمثله مجلس الأمن، الذي "أصبحت المشاورات في إطاره تكرارا وتسجيلا لمواقف تقليدية وحوارا للطرشان"، على حد تعبيره.
وبرر عبد اللطيف تناقض بلاده بأن مصر كانت تدرك مسبقا "الفشل الذي هو المصير الحتمي للمشروعين (الفرنسي والروسي)"، لكن رغم ذلك، "فإن تصويتنا لصالحهما لم يكن يستهدف سوى التعبير عن موقف مصر التي ضاقت درعا من التلاعب بمصير الشعوب العربية بين القوى المؤثرة في الصراعات بالمنطقة"، على حد زعمه.

وأخفق مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، الهادف إلى إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار في سوريا في الحصول على موافقة تسعة أصوات، وهو الحد الأدنى اللازم لإقراره، السبت.
والمشروع الروسي هو في الواقع المشروع الفرنسي مع تعديلات روسية. واستبعد المطالبة بنهاية للضربات الجوية على حلب وأعاد التركيز على الاتفاق الامريكي الروسي لوقف اطلاق النار الذي انهار بعد أسبوع من سريانه.
وقال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو ريكروفت قبيل التصويت إنه سيكون "يوما سيئا لروسيا لكن أكثر سوءا لسكان حلب لأنه مادام المجلس غير متحد فإنه لن تكون هناك نهاية لهذه الحرب."
وحصلت روسيا على دعم الصين وفنزويلا ومصر لمشروع قرارها. وامتنعت أنجولا وأوروجواي عن التصويت بينما صوت الاعضاء التسعة الباقون ضده.
ووصف فيتالي تشوركين السفير الروسي لدى الامم المتحدة ورئيس مجلس الامن للشهر الحالي التصويت المزدوج على المشروعين الروسي والفرنسي اليوم السبت بأنه أحد "أغرب المشاهد في تاريخ مجلس الامن."

عماد الدين حسين: ربيع الميلشيات.. الجيوش الموازية في الشرق الأوسط

يرى الصحفي المصري عماد الدين حسين أن المنطقة العربية لن تعود كما كانت عليه أوائل 2011 حينما انفجرت ثورات "الربيع العربي"، إذ تشهد تغيرات دراماتيكية غير مسبوقة بدات ملامحها في الظهور بالفعل.
Kolumnisten Emad El-Din Hussein
في 25 من سبتمبر/ أيلول الجاري قرأت ملخصاً لدراسة في غاية الأهمية أصدرها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في عدده رقم 79. عنوان الدراسة "دوامة الفوضى ..انعكاسات الجيوش الموازية على الاستقرار في الشرق الأوسط".
المعلومات والتوقعات الواردة بالدراسة شديدة التشاؤم لسكان المنطقة العربية وربما الإسلامية، وينبغي أن يتعامل معها الجميع بأكبر قدر من الجدية، ليس لمنعها تماماً بسبب صعوبة ذلك، ولكن على الأقل للحد من أثارها السلبية.
تقول الدراسة إن الجيوش الوطنية لم تعد هي المحتكر الشرعي الوحيد للقوة العسكرية في بعض دول الإقليم، إذ شهدت السنوات الست الماضية تعاظم تأثير العناصر المسلحة غير النظامية إلى درجة إطلاق الأدبيات عليها "الجيوش الموازية". وتمثل هذه في بقايا أو كتل رئيسية من الجيوش النظامية والميلشيات والكتائب المناطقية والجماعات الطائفية والأجنحة العسكرية والتشكيلات الشعبية والفيالق الثورية والتنظيمات العشائرية والمنظمات الإرهابية، فيما يشبه مجازاً "جيوش قطاع خاص" بالمنطقة.
هذه الجيوش سيطرت على مساحات جغرافية في مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة بدول كبرى، وتمتلك موارد اقتصادية وقدرات تسليحية وتدير علاقات مع دول وفاعلين خارجيين؛ وتمكنت من خلق نمط "حروب استنزاف صغيرة" في مواقع متعددة، على نحو يضمن بقاءها، وهو ما يُسهم في استمرار دوامة الفوضى.
تقول الدراسة إن دولاً عديدةً بالمنطقة شهدت ميلاد أو تزايد تأثير جيوش جوالة مصغرة ، تتسلح بأسلحة متنوعة، ولها قواعد للتدريب، بما يجعلها قوة مناوئة للجيوش النظامية، مثل جيش حفتر وقوات السراج في ليبيا، والألوية التابعة لعلي عبد الله صالح وميلشيا الحوثيين في اليمن، و"الجيش الحر" في سوريا، و"حزب الله" في لبنان، و"الحشد الشعبي" و"البشمركة" في العراق، و"الحرس الثوري" في إيران، والميلشيات التابعة لرياك مشار في مواجهة قوات سلفا كير في جنوب السودان، وجماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، وحركة "شباب المجاهدين" في الصومال.
Libyen Zueitina Ölterminal Khalifa Haftar Miliz (Reuters/E. Omran Al-Fetori)
أدى الحراك الثوري إلى انهيار دول وليس مجرد سقوط نظم، إلى درجة أن هناك اتجاهاً في الأدبيات يشير إلى "ربيع الميلشيات" في المنطقة.

يقول تقرير للكونغرس، في يونيو/ حزيران الماضي، إن تنظيم "داعش" كوّن على الأقل ستة جيوش فعالة في سوريا والعراق وليبيا واليمن ونيجيريا وأفغانستان.
هذه الجيوش الموازية لم تكن وليدة سنوات ما بعد الحراك الثوري، بل أن بعضها كان صنيعة قادة الدول في بعض الأحيان، إذ لجأ الرئيس الليبي السابق معمر القذافي إلى تشكيل الجيش الليبي بواسطة الميلشيات الثورية المتنوعة وقوات حماية النظام وخاصة "الكتائب الأمنية".
الباحث يزيد صايغ وصف هذة الظاهرة بـ"القوات المسلحة الهجينة داخل الدولة الهجينة". فعقب انهيار نظام القذافي، شهدت البلاد انقساماً تمخض عنه حكومتان وبرلمانان وجيشان متنافسان في طرابلس غرباً ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً، ولا تزال تلك المعضلة باقية.
ولم يكن الجيش اليمني بعيداً كثيراً عن الحالة الليبية، لا سيما فيما يخص تعاظم الانتماءات المناطقية والقبلية في أسس التجنيد والترقي داخله.
وفي العراق أوكلت الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 قضايا الدفاع الوطني وحماية النظام لمجموعة من الميلشيات الطائفية. وأوضح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنَّ "قوات الحشد الشعبي جزء من الدولة التي تدفع رواتب أعضائها وتنسق عسكريّاً مع قادتها".
تمدد الجيوش الموازية في بعض دول الإقليم فرض تداعيات عديدة على استقرارها، يتضح في النقاط التالية:
أولاً الاختراق الموازي: وهو الاستنزاف المتواصل لهيبة الدولة، إذ أدى الحراك الثوري إلى انهيار دول وليس مجرد سقوط نظم، إلى درجة أن هناك اتجاهاً في الأدبيات يشير إلى "ربيع الميلشيات" في المنطقة، لا سيما مع وصول ميلشيا مسلحة إلى السلطة مثل جماعة الحوثيين في اليمن. وصارت تلك الجيوش أداة سياسية يتم الضغط بها على استقرار الدول.
ثانياً تعميق الفوضى في المجتمعات المنقسمة داخليّاً: وهو ما يمثل نتيجة مباشرة لضعف بنية الدولة واختراق القوى الاجتماعية لها بما يؤدي إلى اتساع ظاهرة الولاء إلى ما دون الدولة، وأبرزها لبنان.
ثالثاً:توسيع قاعدة الجماعات المؤيدة داخل وعبر حدود الدول حيث يؤدي الصعود السياسي لجيش موازٍ في دولة ما إلى ازدياد الدافعية له للمزيد من الانتشار، على غرار ما يقوم به تنظيم "داعش" و"حزب الله".
ويتوازى مع ذلك ما كشف عنه "الحرس الثوري" الإيراني، في 18 أغسطس/ آب الماضي، عن مخطط لإنشاء ما سُمي بـ"جيش التحرير الشيعي" تحت إشراف قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني للقتال في ثلاث جبهات هي سوريا والعراق واليمن. ويضم ميلشيات مثل "زينبيون" من المقاتلين الباكستانيين و"حيدريون" من الشيعة العراقيين و"فاطميون" من المقاتلين الأفغان.
 رابعاً أثر المكانة: أي ازدياد حدة الصراعات الداخلية العربية المسلحة بعد تصاعد التنافس بين الجيوش الموازية، حيث بدأ يسود في بعض الكتابات ما يعرف بأثر "التنافس الجهادي" بين الفواعل المسلحة.
وفي هذا السياق، يمكن توقع حرب ليبية- ليبية حادة سيطرة قوات خليفة حفتر علي منطقة "الهلال النفطي"
خامساً: انتعاش السوق السوداء للأسلحة الصغيرة والمتوسطة: خصوصاً عقب تفكيك عدد من الجيوش النظامية في العراق وافغناستان عقب الغزو الأمريكي، واستيلاء شبكات أو جماعات مصالح اقتصادية على أسلحة الجيوش، والتي تقوم بالاتجار بها في السوق السوداء.
سادساً تجاوز السيادة: أي المساس باستقلالية القرار الخارجي في ظل هشاشة النظم الحاكمة، وهو ما تعبر عنه حالة "حزب الله" في لبنان، إذ تتماهى القرارات الصادرة عن وزارة الخارجية اللبنانية في اجتماعات الجامعة العربية مع التوجهات الإيرانية أكثر من تلبية المصالح الوطنية اللبنانية، كما دفع "حزب الله" بكثير من عناصره إلى سوريا لحماية نظام الأسد في سوريا.
سابعاً: تمهيد المجال لمزيد من التدخلات الدولية والإقليمية في الشؤون الداخلية، حيث لم تعد السيادة الوطنية تحظى بأهمية وقدسية خاصة، وباتت بعض القوى الإقليمية والدولية تدعم أحد الجيوش الموازية داخل هذه الدولة أو تلك على نحو ساهم في تحويل مسارات الصراعات المسلحة في الإقليم من النطاقات الداخلية إلى الأبعاد الإقليمية الممتدة، والنتيجة أن التسوية صارت مرهونة بتوازنات إقليمية وتفاهمات دولية.
خلاصة القول: تمثل الجيوش الموازية واحدة من الحقائق الرئيسية في الإقليم، لدرجة دفعت بعض شبكات مراكز الأبحاث لإنشاء مراصد إنذار مبكر خاصة بالجيوش الموازية العابرة لحدود دول الإقليم، وأصبح على مؤسسات الدول القائمة التعامل مع تلك الجيوش بجدية شديدة، لأنها قد توجه تهديدات ضدها، أو تُنفذ تفجيرًا بداخلها، غير أن بعض الدول قد تواجه معضلة رئيسية تتمثل في بناء جيوش وطنية جديدة بعد كبح الفوضى الإقليمية الحالية.

عماد الدين حسين


 الانتخابات الأمريكية ..تنافس في الولاء لإسرائيل، والفلسطينيون "مُولد بلا حمص"-ما رأي حركتي فتح وحماس ؟

(تحليل سياسي) : الانتخابات الأمريكية ..تنافس في الولاء لإسرائيل، والفلسطينيون "مُولد بلا حمص"-ما رأي حركتي فتح وحماس ؟
تاريخ النشر : 2016-09-10
 
رام الله - خاص دنيا الوطن ـ محمود الفطافطة

تُعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية أكثر الانتخابات العالمية أهمية واهتماماً لدى دول وشعوب العالم، لما تمثله الولايات المتحدة الأمريكية من دورٍ وتأثير كبيرين في مفاصل وتفاعلات السياسة الدولية بكافة حقولها ومحدداتها.

وقد يكون من أكثر هذه الدول والشعوب التي تُولي أهمية أو متابعة لمثل هذه الانتخابات العرب والفلسطينيين، بسبب العلاقة الخاصة والفريدة التي تجمع الاحتلال الإسرائيلي بواشنطن التي لم تتراخ يوماً في دعم وحماية هذا الاحتلال منذ نشأته على أراضي الشعب الفلسطيني. وفي كل عملية انتخابية رئاسية تُجرى في أمريكا يأمل الفلسطيني بوصول رئيس يتفهم ـــ ولو قليلاً ـــ مطالب وحقوق هذا الشعب وقضاياه العادلة، إلا أن هذا الأمل يبقى حبيساً في اذهان أصحابه.

وفي ظل المواقف التي يُصدرها المرشحين الديمقراطي(هيلاري كلينتون) والجمهوري ( دونالد ترامب)، لا سيما تجاه قضايا الشرق الأوسط، وفي صميمها قضية الصراع الفلسطيني ـــ الإسرائيلي، فإن هذا التقرير سيسلط الضوء على مواقف المرشحين، وتأثيرات نتائج تلك الانتخابات على القضية الفلسطينية. 

وفي هذا الإطار، فإن التقرير سيجيب على جملة أسئلة، أبرزها: ما هو المختلف في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة عن غيرها ؟، ما هي القواسم المشتركة لكل من المرشحين ترامب وهيلاري إزاء القضية الفلسطينية؟، ما هي أبرز الاختلافات بين الطرفين ازاء هذه القضية؟ هل يمكن القول بديمومة هيمنة اللوبي الصهيوني على الانتخابات الامريكية الرئاسية وتوجيهها، لا سيما بشأن الصراع العربي ـ الإسرائيلي؟ في حال وصول ترامب الى البيت الابيض، فما هي تأثيرات ذلك على القضية الفلسطينية؟ وما هي الآليات التي من خلالها يمكن مواجهة التحديات المفروضة على القضية الفلسطينية في حال وصول ترامب للحكم؟

سياسة الباب الدوار!
يقول عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح مازن عز الدين إن الانتخابات الرئاسية الامريكية تلعب دورا أساسيا في موضوع ترحيل الملف السياسي الفلسطيني لتسليمه للإدارة الجديدة، بهدف تحقيق هدف تثبيت الكيان الاسرائيلي، وعدم تمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته على أمل تذويب الهوية الفلسطينية وخلق امكانية التوطين للاجئين الفلسطينيين اينما وجدوا  تحت عنوان" الملل" والتأقلم والتعايش مع الأمر الواقع.

ويضيف: يتم استهلاك الوقت ومضاعفة الوهم بأن الرئيس الذي سيأتي سيكون أفضل من سابقه، ويتعاطى مع الفلسطينيين ، ولكن الحقيقة عكس ذلك، حيث تنتهي الفترة الأولى التي يجب فيها معالجة القضايا الاستراتيجية الدولية، ومنها القضية الفلسطينية، لتأتي المرحلة الثانية؛ لينشغل فيها الرئيس وادارته في القضايا الداخلية.

ويبين عز الدين أن أي ادارة أمريكية جديدة لا تحيد عن سياسة واستراتيجية واضحة وثابتة، وهي مساندة اسرائيل والدفاع عنها وحمايتها ودعمها بكل انواع الاسلحة المتطورة، وتقوية اقتصادها، حيث أن التنافس بين الحزبين يتمثل في من يثبت قوة إسرائيل اكثر، ومن يغدق عليها الحماية والسلاح.

ويرى أن الادارات الامريكية المتعاقبة لا يمكن لها أن تغير مواقفها تجاه اسرائيل إلا اذا تم تهديد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط أو حدوث يقظة عربية اسلامية شاملة، عندها يمكن أن تضع الادارات المستجدة في حسبانها تغيير مواقفها من إسرائيل وتتوازن في تعديل موقفها من القضية الفلسطينية.  ودعا عز الدين إلى ترميم الوضع الداخلي، وتطوير كافة مؤسسات حركة فتح ومنظمة التحرير ، واعادة القضية الفلسطينية لتكون فوق التجاذبات العربية؛ لتعود القضية العربية الأولى والهم العربي الأول، إلى جانب العمل النشط والدائم للارتقاء بالمستوى الاقتصادي للمنظمة والسلطة والشعب، وصولا الى الاستقلالية الاقتصادية، والحفاظ على القرار الفلسطيني بعيداً عن التجاذبات العربية والاقليمية.

تراجع واختلافات
بدوره، يؤكد النائب عن حركة حماس د. أيمن دراغمة أنه يُلاحظ وجود أهمية لتلك الانتخابات ونتائجها من عدة مناحٍ، أهمها: عودة الدور الروسي بقوة للمنطقة، انكماش الدور الامريكي وضعفه في عديد المجالات والقضايا، وضع المنطقة المضطرب والمعقد والمتشابك، ارتباطاً بتراجع ذلك الدور الأمريكي.

ويشير إلى أن جوهر وحقيقة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل واضح وثابت، إلا أن الإعلام يُظهر أحياناً تبايناً في مواقف وسياسات المرشحين، إلا أن التجربة والواقع يثبتان أن الادارات الامريكية لا يمكن لها أن تخرج عن موقفها التاريخي من دعم ومساندة اسرائيل بكل الوسائل والامكانات.

ويوضح النائب د. دراغمة أنه أيا كان الفائز في تلك الانتخابات، فإن السياسة الامريكية لم ولن تكون في صالح الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية ترتيب البيت الفلسطيني والعمل على اعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

 وفي السياق ذاته، يقول البروفيسور هشام أحمد رئيس دائرة العلوم السياسية في جامعة سانت ميرز بكاليفورنيا: إن واحداً من أهم مواطن الاختلاف في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة يكمن في أنها أكثر حدة في التنافس بين المرشحين الرئيسين (ترامب وهيلاري كلينتون). فكلاهما يُصارع دونما هوادة، ودون الالتزام بالمعايير المعهودة، إذ يكيلان الاتهامات للآخر حتى إن وصل الأمر إلى حد التجريح، في الوقت الذي يتفوق فيه ترامب كثيراً في هذا المضمار.

  ويبين د. أحمد أن هنالك اختلافاً آخر هاماً للغاية يكمن في أننا نلحظ في هذه الانتخابات تصدعاً حقيقياً في مكانة الحزبين الأساسيين في الولايات المتحدة: الديمقراطي والجمهوري، مضيفاً" كلنا يتذكر كيف أن المنافس القوي لكلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي, عضو مجلس الشيوخ برني ساندرز, كاد أن يتفوق عليها، ويحوز على ترشيح حزبه. فمعروف عن ساندرز أنه لم يكن منضويا بالكامل تحت عباءة الحزب الديمقراطي, حيث أنه يمثل الجناح اليساري الذي يكاد لا يكون جزءاً من الحزب الديمقراطي. كما وأنه معروف بشكلٍ أكثر وضوحاً أن ترامب لا يمت بصلة للحزب الجمهوري من قبل إلا بمقدار ما يعود ذلك عليه بالنفع الشخصي" .

التنافس في الولاء!!
ويرى د. أحمد أنه رغم تفاوت تصريحات كل من ترامب وكلينتون, إلا أن كلاهما يتنافسان في التعبير عن الولاء المنقطع النظير لإسرائيل، وعن تعهدهما بدعمها بشكل مستمر ومنتظم في كافة المجالات، منوهاً إلى أنه يمكن لكلينتون أن تبرز وكأنها أكثر دبلوماسية وبراغماتية، ولترامب أكثر فظاظة وحدة في التعبير عن مواقفهما، ولكن الحقيقة لا يوجد اختلاف جوهري بينهما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية, وإن وجدت هنا وهناك بعض الفوارق الشكلية، وفي الأسلوب.

ويؤكد أن اللوبي الصهيوني ما زال يسعى بكل قوته للاستحواذ على المرشحين الرئيسيين، وأن منظمة (إيباك) التي تقود هذا الجهد تعمل كل ما تستطيع لتكبيل المرشحين بتصريحاتهم وتعهداتهم تجاه اسرائيل، معرباً في الوقت ذاته عن ثقته بأن هذه الهيمنة للوبي الصهيوني في طريقها للتفكك, الأمر الذي "يمكن التعجيل فيه كثيراً لو توفر جهد فلسطيني وعربي فاعل بهذا الخصوص".

ويوضح د. أحمد أنه لا أحد يمكن أن يعرف كيف يمكن أن يتصرف ترامب بالضبط بخصوص القضية الفلسطينية, معتقداً أن ترامب سوف يتجه أكثر نحو المسائل الداخلية, كالاقتصاد والبناء, مما قد يساهم في عزلة الولايات المتحدة خارجياً، ومن ثم اهمال القضية الفلسطينية أكثر مما رأينا, إلا إذا ما كان هناك فعل فلسطيني يمكن أن يغير من هذه المعادلة، ويخلص د. أحمد للقول: إن أية سياسة أمريكية ليست فقط حصيلة التفكير والفعل الأمريكي ذاته, وإنما هي أيضاً نتاج لأي فكر وفعل فلسطيني أو عدمه.

يقول الباحث في العلاقات الدولية طارق الشرطي: إن القضية الفلسطينية تتأثر بشكلٍ مباشر بتوجهات ومحددات السياسة الخارجية الامريكية في وقتٍ لا يمكن التفاضل فيه بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من حيث تأييدهما العضوي لإسرائيل وسياساتها تجاه العرب والفلسطينيين. ويضيف" يتعامل الحزبين مع القضية الفلسطينية عبر مبدأ الإدارة، وليس الحل، ويشتركان في الانحياز الواضح والمتعمد للجانب الإسرائيلي، الأمر الذي لا يُعطي الفلسطينيين حقوقهم العادلة والمشروعة، منوهاً إلى أننا " نجد أن السياسة الخارجية الأمريكية تسير في خطى وثوابت تجاه القضية الفلسطينية بصرف النظر عمن يصل لكرسي الرئاسة، فيشترك الحزبين المتنافسين في الوقوف وتقديم  المساعدات للجانب الاسرائيلي، حتى وإن ظهر أحداهما أكثر اعتدالا عن غيره في الخطاب السياسي، فهما يسعيان للتنافس على ما سيقدمونه من ضمانات لحماية أمن دولة إسرائيل، وضمان تفوقها بالشرق الاوسط .

المصالح أولاً!
ولا يعول الشرطي على أحد المرشحين في حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملا، سواء كان ترامب ام هيلاري، فكلاهما يرتبط بالمصالح الاسرائيلية ويسعيان لإرضائها وتقديم ما أمكن لها من مساعدات، وأعلن عن ذلك المرشحين بشكلٍ واضح وجلي ضمن دعايتهما الانتخابية، ولربما كان الفارق في طبيعة التصنيف العام لهما بين معتدل واقل اعتدالا، إلا أنه وبالمحصلة النهائية يلتزم المرشحين في سياسة خارجية ثابتة، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكيفية التعامل مع اسرائيل كحليف استراتيجي لها، ويرتبط ذلك بوجود قضايا عديدة مؤثرة، منها داخلية مرتبطة بالمؤسسات الأمريكية والمجتمع المدني، وأخرى خارجية مرتبطة بالترهل والضعف العربي.

ويطالب الشرطي بضرورة توحد الجانب العربي والاسلامي في التعاطي مع الإدارة الامريكية  للضغط عليها إزاء الملف الفلسطيني، وعليها كذلك نبذ حالة الانقسام والخلافات الشائكة، وتشكيل لوبي عربي اسلامي قادر بالضغط على الادارة الامريكية وثنيها عن قراراتها المنحازة لدولة الاحتلال، علما أن الدول العربية والاسلامية بمواقفها الموحدة سيكون لها العديد من أوراق الضغط على الولايات المتحدة.

من جانبه لا يرى الناقد والكاتب تحسين يقين الكثير من الاختلاف سوى في ترشح سيدة للمرة الثانية للرئاسة، وهذا أمر مهم للشعب الأمريكي، حيث أنه في السابق لم تتشجع النخب الحاكمة لتنصيب رئيسة، منوهاً إلى أن الناخب الأمريكي غير مهتم بالقضية الفلسطينية، والأمريكيون من أصل عربي أو اسلامي قليلو التأثير. ويشير إلى أنه لا يوجد هناك اختلافات جوهرية بين المرشحين، فالولايات المتحدة دولة عظمى، فيها مؤسسات عريقة، لا تدار فقط من شخص واحد حتى ولو كان رئيساً.

وبشأن ديمومة هيمنة اللوبي الأمريكي المؤيد لإسرائيل على الانتخابات الامريكية الرئاسية وتوجيهها، لا سيما بشأن الصراع العربي ـ الإسرائيلي يؤكد يقين أن ذلك سيستمر، لأن ذلك أصلا يتم خارج نطاق مسألة الصراع. لكن هناك من صار متفهما أكثر لمجريات القضية والحلول، بمن فيهم اللوبي المؤيد لإسرائيل. وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة، أيضاً، مهتمة بالصداقة التقليدية مع العالم العربي، وأن ذلك مرتبط بمدى رغبتنا بأن يكون لنا حضور سياسي داخل الولايات المتحدة.

وحول الآليات التي من خلالها يمكن مواجهة التحديات المفروضة على القضية الفلسطينية في حال وصول ترامب للحكم  أجاب يقين قائلاً: ترتيب البيت الفلسطيني باتجاه الاعمار والعدالة والتعليم والثقافة، واستقرار الدول العربية، والاستمرار بنهج عقلاني في مخاطبة المجتمع الدولي والامريكي.

سياسة كي الوعي!
بدورها تذكر الاعلامية داليا صعايدة أن موقف كلا المرشحَيْن هيلاري كلينتون ( الحزب الديمقراطي) وترامب ( الحزب الجمهوري) منحاز بشكل كبير للاحتلال الإسرائيلي طبقاً لتصريحاتهما وخطبهما لا سيما أمام جماعات الضغط اليهودية، وقد تكون كلينتون هي الأقرب لمحاولة تفعيل المبادرة العربية لتسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لكنها ستعمل على تكييف بعض بنود المبادرة  بشكل يجد قبولاً أكثر من إسرائيل للمبادرة، وقد تعمل على زيادة الضغط على دول عربية لمزيد من الانفتاح والتطبيع مع إسرائيل لا سيما من قبل بعض دول مجلس التعاون الخليجي.

وتضيف" كررت كلينتون مطالبتها بإجراء مفاوضات مباشرة هادفة إلى إعلان دولة فلسطينية بسيادة حقيقية وبحدود 1967، وبأن تشمل هذه المفاوضات كل القضايا بما فيها القدس. وانتقدت الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية واعتبرها غير شرعية، دون أن تنسى دعم إسرائيل بتصريحات قوية مثل الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل الذي هو صلب كالصخر. أما  يتزحزح ترامب فقد وعد في بداية حملته الانتخابية أنّه سيكون محايدًا، وأعرب عن شكوكه حول ما إذا كان من المنطقي تسليم مليارات الدولارات لإسرائيل سنويًا في شكل مساعدات عسكرية. كما أيّد حل الدولتين ورفض الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، لكنه فيما بعد تراجع عن موقفه حين تجنب أي ذكر لحل الدولتين، وكتب في تغريدته أن "دعم إسرائيل هو تعبير عن الأمركة، ونحن نرفض الفكرة الخاطئة التي تقول بأنَّ إسرائيل دولة محتلة.

 وتذكر صعايدة أن كلا المرشحَين يطالب بأن تكون المفاوضات بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي هي الأساس في تحديد شكل التسوية، أي أنهما لا يريدان دوراً محدداً للأمم المتحدة أو المجتمع الدولي في هذا الجانب تحديداً، بمعنى ان موضوعات القدس واللاجئين والحدود متروكة للتفاوض بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وهو ما يعني توفير البيئة المناسبة للطرف الإسرائيلي لممارسة كافة الضغوط المتوفرة على الطرف الفلسطيني لتحصيل أكبر قدر من المكاسب.

وبخصوص برامج المرشحين للانتخابات الأمريكية السابقة، فإنها لا تختلف عن الحالية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فكافة برامجها الانتخابية كانت على الدوم تصب في مصلحة اسرائيل، فكل رئيس تعاقب على الرئاسة الامريكية، تعهد بحماية اسرائيل ودعمها، وعدم تحقيق حلم الفلسطينيين بإقامة دولة لهم.

يقول الباحث في الولايات المتحدة إياد جرادات: هناك قواسم مشتركة بين المرشحين تتمثل في التنافس في دعم إسرائيل وخطب ودها ورضاها، مشيراً إلى أن اللوبي الصهيوني ما زال قوياً وقادراً على فرض التوجهات الداعمة لحكومات إسرائيل وحمايتها من أي تأثير سلبي قد تتعرض له. 

مازن عز الدين

د. أيمن دراغمة

داليا صعايدة

تحسين يقين..



استطلاع: ميركل تستعيد شعبيتها والخوف من اليمين المتطرف أقوى

بعدما هبطت شعبيتها لأدنى مستوى منذ خمس سنوات، أظهر أحدث استطلاع للرأي أن شعبية المستشارة ميركل عادت للصعود بقوة من جديد. كما ظهر أيضا أن مخاوف الألمان من اليمين المتطرف أكبر من مخاوفهم من المتطرفين الإسلاميين.
Bundestagswahl 2013 Wahlkampfabschlussveranstaltung CDU Merkel (Reuters)


كشفت نتائج استطلاع رأي في ألمانيا أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل استعادت كثيرا من التأييد، الذي حظيت به من قبل. وأشارت نتائج الاستطلاع، الذي أجري لصالح فقرة "الاتجاه في ألمانيا"، بالبرنامج الإخباري "موضوعات اليوم" بالقناة الأولى في التلفزيون الألماني، إلى أن ميركل حصلت على نسبة 54 في المائة من تأييد المشاركين في الاستطلاع ، أوضحوا أنهم راضون عن أداء ميركل.
وكانت ميركل حصلت في استفتاء الشهر الماضي على نسبة 45 في المائة من تأييد المشاركين فيه وكانت أسوأ نسبة لها منذ خمس سنوات، حيث كلفتها سياستها الخاصة باللاجئين فقدان تعاطف قطاع غير صغير من الشعب الألماني.
أما رئيس وزراء بافاريا ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي الشريك الأصغر لميركل، والذي يتبنى سياسة صارمة في التعامل مع اللاجئين، فقد تراجعت شعبيته بشدة وفق نتائج الاستطلاع، حيث حصل على نسبة 37 في المائة فقط بتراجع سبع نقاط عن الاستطلاع الذي جرى في أيلول / سبتمبر الماضي، والذي جاء فيه متراجعا عن ميركل آنذاك بنقطة واحدة.
وأظهر الاستطلاع أيضا أن المخاوف من خطر اليمين المتطرف لدى الألمان أكبر بكثير من مخاوفهم من المتطرفين الإسلاميين. حيث اختار 84 في المائة اليمين المتطرف كأكبر خطر على ألمانيا، بينما قال 68 في المائة إن مخاطر قيام إسلاميين متطرفين بتنفيذ هجمات هو الأخطر، بينما أبدى 52 بالمائة تخوفهم من وقوع هجمات ينفذها يساريون متطرفون.
ص.ش/ ح. ع.ح (د ب أ، DW)